📁 آخر الأخبار

فقيرٌ كُلُّ من يطمع - خطبة الجمعة 🕌 ملا ناصر رسول 5/12/2025


فقيرٌ كُلُّ من يطمع: حينما يصبح "المزيد" هو العدو

هل شعرت يومًا بالفقر وأنت تملك الكثير؟

في عالمنا المتسارع، نعيش مفارقة عجيبة؛ فبينما تزداد رفاهية الحياة وتتنوع سبل الراحة، تتزايد معها معدلات القلق والشعور بالنقص. إنها المعادلة القديمة المتجددة التي صاغتها الحكمة العربية بعبقرية مقتضبة: "فقيرٌ كُلُّ من يطمع". فالثراء الحقيقي ليس رقمًا في حساب مصرفي، والفقر المدقع ليس خلو اليد، بل هو "خواء القلب".

في هذا المقال، نغوص في عمق النفس البشرية لنكتشف كيف يصنع الطمع فقرنا الخاص، وكيف تكون القناعة هي بوابة الثراء الحقيقي.


وهمُ الامتلاك: لماذا لا يشبع الطامع؟

الطمع ليس مجرد رغبة في تحسين الحال، بل هو حالة من الجوع الأبدي. إنه يشبه شرب الماء المالح؛ كلما شربت منه زاد عطشك.

عندما يسيطر الطمع على الإنسان، يحدث تحول خطير في نفسيته:

  • تغير زاوية النظر: يتوقف الطامع عن رؤية ما في يديه، ويركز بصره حصرياً على ما في أيدي الآخرين.

  • فقدان الاستمتاع: تصبح النعم الحالية بلا قيمة بمجرد الحصول عليها، لأن العين تتطلع فوراً إلى الهدف التالي.

  • عبودية الأشياء: بدلاً من أن يمتلك الإنسان الأشياء، تبدأ الأشياء في امتلاكه والتحكم في سعادته.

حقيقة: الغنى الحقيقي هو أن تملك نفسك، لا أن تملكك رغباتك.


سيكولوجية الفقر النفسي

لماذا يُعتبر الطامع فقيراً حتى لو كان مليونيراً؟ الإجابة تكمن في تعريف الفقر ذاته. الفقر هو "الشعور بالحاجة والنقص".

إذا كان الشخص يملك الملايين ولكنه يشعر بحرقة وألم لأنه لا يملك المليار، فهو يعيش مشاعر الفقير تماماً: (القلق، الخوف من المستقبل، الحسد، والشعور بالحرمان).

أعراض "فقر الطمع":

  1. المقارنة القاتلة: متابعة حياة الآخرين عبر منصات التواصل والشعور بالدونية.

  2. غياب السكينة: العقل في حالة طوارئ دائمة للحصول على المزيد.

  3. تآكل العلاقات: التضحية بالمبادئ والعلاقات الإنسانية من أجل المصالح المادية.


القناعة: ترياق الفقر وفن الاكتفاء

الضد الحقيقي للطمع ليس الزهد والتقشف، بل القناعة. القناعة هي فن الاستمتاع بالموجود دون أن يمنعك ذلك من الطموح المشروع للمفقود. إنها حالة من "الامتلاء الداخلي".

كيف تحول نفسك من "فقير طامع" إلى "غني قانع"؟

1. مارس "امتنان التفاصيل"

لا تشكر الله على النعم الكبرى فحسب، بل انتبه للتفاصيل الصغيرة: فنجان قهوة ساخن، ضحكة طفل، عافية في البدن، وسقف يحميك. من لا يرى هذه التفاصيل غنياً، لن يغنيه مال قارون.

2. حدد "الكفاية"

مشكلة الطامع أنه لا يملك خط نهاية. حدد لنفسك ما هو "كافٍ" لتعيش حياة كريمة. عندما تعرف سقف احتياجاتك، تتوقف عن الركض في سباق لا ينتهي.

3. استثمر في "غير الملموس"

الأشياء المادية تفقد بريقها، لكن الخبرات، العلم، الذكريات، والعلاقات الطيبة تزداد قيمتها مع الزمن.


خاتمة: القرار بيدك

الثراء قرار، والفقر قرار. حين تطلق العنان لرغباتك لتلتهم كل ما تراه، فإنك توقع وثيقة فقر أبدي لن ينهيه أي رصيد بنكي. وحين تقرر أن تمتلئ بما لديك، وأن ترى الجمال فيما تملك، فإنك تتوج نفسك ملكاً على عرش الرضا.

تذكر دائماً: الغني ليس من يملك الأكثر، بل من يحتاج الأقل.


فقيرٌ كُلُّ من يطمع - خطبة الجمعة 🕌 ملا ناصر رسول 5/12/2025


🎀 گوتارخوين و پيشنفێژئ مزگه فتا خديجة الكبرى / زاخو - بيدار

🎀 __ LIKE ❤ SHARE ❤ SUBSCRIBE __ 🎀

👇👇👇👇

تعليقات